مهام محاكاة الفضاء هي مهمات فضائية يتم إجراؤها على الأرض وتحاكي ظروف الحياة التي يعيشها رواد الفضاء خلال مهمة فعلية في الفضاء. توفر هذه المهام بيئة مراقبة للباحثين لدراسة التأثيرات الفيزيائية والنفسية للسفر الفضائي طويل المدى على الإنسان. تعد مهام محاكاة الفضاء حاسمة في تطوير علم الفضاء، حيث توفر وسيلة لاختبار التقنيات والأساليب الجديدة لاستكشاف الفضاء، وتحسين فهمنا للسلوك البشري والفسيولوجيا، وتطوير استراتيجيات لتعزيز سلامة وأداء الطاقم.
تعنى دولة الإمارات العربية المتحدة بأهمية المهام التشابهية في تطوير علم الفضاء ونفذت بنشاط برنامجها الأول لمحاكاة الفضاء كجزء من المهمة الدولية سيريوس-21 . يسلط نجاح أول مهمة محاكاة فضاء للإمارات، التي تم إنجازها كجزء من برنامج سيريوس -21 الضوء على التزام الدولة بدعم البحث العلمي وطموحها في القيادة في مجال استكشاف الفضاء. يشارك الإمارات في مهام محاكاة الفضاء ليس فقط للمساهمة في تطوير علم الفضاء ولكن أيضًا لإلهام شباب الدولة وتعزيز تطوير قوى العمل المهرة في مجال علم الفضاء والتكنولوجيا.
أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن إنجاز أول مهمة تشابهية للإمارات بنجاح، كجزء من برنامج سيريوس -21 الذي يهدف إلى اختبار تأثيرات العزلة على النفسية والفسيولوجيا البشرية والتي شارك فيها رائد محاكاة الفضاء صالح العامري في المهمة مع شركاء دوليين.
شارك رائد محاكاة الفضاء صالح العامري من مركز محمد بن راشد للفضاء في المهمة مع المتعاونين الدوليين من معهد الأبحاث الطبية والبيولوجية في موسكو وناسا. نفذ العامري 70 تجربة، بما في ذلك خمس تجارب من أربع جامعات إماراتية تغطي مجالات الفسيولوجية وعلم النفس وعلم الأحياء. سينعكس نجاح المهمة بشكل إيجابي على جهود البحث العلمي ويسهم في إنتاج المزيد من المعرفة والابتكار. تدل مشاركة الإمارات في المهمة على ثقة العالم في قدرات الدولة في استكشاف الفضاء وتعكس القيمة العالية للمبادرات والمشاريع الوطنية في مجال استكشاف الفضاء لصالح الإنسانية والمجتمع العلمي العالمي.